أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الثلاثاء قرارا بسحب ثمانية آلاف من قوات بلاده في العراق بحلول مطلع العام المقبل، في حين عاد البرلمان العراقي للانعقاد لمناقشة عدد من مشروعات القوانين المثيرة للجدل.
وقال بوش إن "التقدم المحرز في العراق" سيسمح بسحب نحو 3500 جندي من وحدات الدعم في الأشهر المقبلة وكتيبة من المارينز بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ولواء من سلاح البر في فبراير/شباط القادم.
في الوقت نفسه قال بوش خلال الكلمة التي ألقاها أمام "ناشونال ديفنس يونيفرستي" وهي مؤسسة للاستخبارات العسكرية في واشنطن، إنه سيرسل 4500 جندي إلى أفغانستان قبل انتهاء فترة حكمه بداية العام المقبل، معتبرا أن النجاح هناك مهم بالنسبة لأمن الولايات المتحدة وشركائها.
وجاء الرد على قرار بوش سريعا من جانب المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة باراك أوباما حيث اعتبر أن هذا الخفض في القوات بالعراق متواضع جدا، مذكرا بأنه كان بين قلة نادرة عارضت منذ البداية الحرب في العراق.
استيعاب الصحوات
من جهة أخرى قالت الحكومة العراقية الثلاثاء إنها تعتزم استيعاب عناصر قوات الصحوة التي تحارب شبكة القاعدة، مؤكدة أنها لن تتخلى عنهم وستقوم بإخضاع أعداد منهم لدورات تدريبية تؤهلهم لمزاولة أعمال تساهم في اندماجهم في المجتمع.
لكن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ أشار إلى الرغبة في التدقيق في أعداد هذه العناصر التي سلم الجيش الأميركي مسؤوليتها للحكومة مؤخرا، للتأكد من عدم وجود "عناصر مندسة" بين الصحوات، موجها في الوقت نفسه تحذيرا للعناصر التي هددت بالعودة إلى ممارسة نشاطات مسلحة.
قضايا خلافية تنتظر مجلس النواب العراقي (الفرنسية)
قضايا ساخنة
يأتي ذلك في حين عقد مجلس النواب العراقي الثلاثاء جلسته الأولى في الفصل التشريعي الثاني بعد انقضاء العطلة الصيفية، حيث من المتوقع أن يناقش مشروعات قوانين مثيرة للجدل في مقدمتها قانون انتخابات مجالس المحافظات والاتفاقية الأمنية مع واشنطن ومشروع قانون النفط والغاز.
ودعا رئيس المجلس محمود المشهداني النواب إلى السعي للوصول إلى حل توافقي بشأن قانون الانتخابات إضافة إلى وضع مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليم كردستان، كما دعا المشهداني رؤساء الكتل البرلمانية إلى اجتماع الأربعاء من أجل تضييق الخلافات.
وفي أربيل أعرب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق عدنان المفتي عن قلقه مما سماه محاولة الحكومة المركزية في بغداد حيازة أسلحة متطورة، مطالبا بوضع شروط على تزويد الحكومة بمثل هذه الأسلحة المتطورة لمنع استخدامها ضد شعب كردستان وشعوب العراق، على حد تعبيره.
قتلى وجرحى
على الصعيد الميداني سقط عدد من القتلى والجرحى في هجمات وحوادث متفرقة بالعراق الثلاثاء، كان في مقدمتها عبوة ناسفة استهدفت سيارة آمر فوج حماية مجلس الوزراء اللواء حسين معين لدى مرورها في منطقة الحارثية غربي بغداد مما أدى إلى إصابته مع اثنين من حراسه بجروح متفاوتة.
في الوقت نفسه ذكر بيان عسكري عراقي أن اثنين من قوات الأمن قتلا وجرح أربعة آخرون، كما اعتقل 71 شخصا في إطار عمليات أمنية متفرقة ببغداد.
وفي الموصل قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا مسؤولا من وكالة إغاثة محلية في مكتبه وسط المدينة، كما لقي شرطي مصرعه خارج منزله برصاص مجهولين، وعثرت الشرطة على جثة رجل بها آثار طلقات نارية في غرب المدينة.
من جهة أخرى انفجرت سيارة مدير مكتب "العربية" الفضائية جواد الحطاب أثناء وجودها في مرآب للسيارات بحي الصالحية وسط بغداد اليوم الثلاثاء مما أسفر عن تدميرها، علما بأن الحطاب لم يكن بداخلها.
وقالت العربية إن سائق الحطاب اكتشف وجود القنبلة بالسيارة و"أبلغ الشرطة التي تأخرت في الوصول مما أدى إلى انفجار القنبلة التي كانت موقوتة".
جندي أميركي أمام عربة مدرعة قرب مدينة بعقوبة العراقية (الفرنسية)
يأتي ذلك في وقت أطلق الجيش الأميركي سراح مصور صحفي عراقي يعمل في محطة تليفزيون محلية بعد اعتقاله مع والده واثنين من أشقائه في غارة على حي الأعظمية الأسبوع الماضي.
وقال المصور عمر هاشم إن الأميركيين كانوا يشتبهون في أنه يعرف معلومات عن جندي أميركي قتل من قبل قناص في الأعظمية قبل أكثر من أسبوعين.
تفشي الكوليرا
على صعيد آخر قالت مصادر طبية في محافظة بابل جنوب بغداد الثلاثاء إن هناك ست وفيات ناجمة عن وباء الكوليرا في حين يبلغ عدد المصابين 364 شخصا بينهم أطفال.
وبدورها أعلنت الحكومة المركزية ظهور حالات إصابة بالكوليرا في محافظة ميسان الجنوبية وكبرى مدنها العمارة، مما دفع بوزارة البيئة إلى إرسال وفد للاطلاع على واقع انتشار الوباء.