أعلن الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري ونظيره الأفغاني حامد كرزاي أنهما يقفان صفا واحدا في محاربة ما يسمى الإرهاب.
وقال كرزاي في مؤتمر صحفي مشترك في إسلام آباد الثلاثاء عقب أداء زرداري اليمين الدستورية رئيسا جديدا لباكستان، إن هذه المسألة مهمة للبلدين تتعلق "بالقتال ضد هذه الآفة بالطريقة الصحيحة"، مضيفا أنه وزرداري متفقان على كيفية حل المشكلة.
وقال كرزاي "أجد في الرئيس زرداري إرادة ورؤية جيدة ليس فقط للعلاقات بين البلدين ولكن كذلك بالنسبة للمنطقة، وذلك لأول مرة في هذه المنطقة".
وقال زرداري للرئيس الأفغاني إن "باكستان تعتزم العمل معك وإلى جانبك ونحن أقوى من الصعاب".
توتر
وكانت العلاقات قد توترت بين البلدين الجارتين في ظل نظام الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف حيث اتهم كرزاي إسلام آباد بعدم القيام بما يكفي للحد من عبور المسلحين من باكستان إلى أفغانستان.
وأصبح زرداري الذي أدى اليمين لولاية من خمس سنوات الرئيس الرابع عشر لباكستان التي تعتبر القوة النووية الإسلامية الوحيدة.
ويخلف زرداري الرئيس السابق برويز مشرف الذي اضطر للاستقالة قبل ثلاثة أسابيع إثر تهديدات الائتلاف الحكومي الجديد الذي تشكل على أثر الانتخابات التشريعية يوم 18 فبراير/شباط الماضي بإطلاق إجراءات إقالة بحقه.
وزرداري (53 عاما) -زعيم أبرز حزب في الائتلاف الحكومي "حزب الشعب" الذي كانت ترأسه زوجته بينظير بوتو إلى حين اغتيالها- نال بدون مفاجأة السبت أكثر من 70% من أصوات نواب البرلمان وأربعة مجالس إقليمية.
وزرداري شخصية مثيرة للجدل لا يحظى بتأييد شعبي في بلاده، ويبقى رمزا للفساد في ظل حكومتي زوجته في التسعينيات رغم أن القضاء تخلى في الآونة الأخيرة عن كل الملاحقات ضده.
الأوضاع الأمنية تتصدر التحديات التي تواجه زرداري (الجزيرة)
تحديات
لكن التحديات التي يتوجب عليه أن يواجهها كبيرة حيث أنه سيترأس دولة تواجه وضعا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فوضويا.
فواشنطن تعتبر باكستان حليفا رئيسيا في الحرب على ما يسمى الإرهاب.
وتبدي الإدارة الأميركية بشكل متزايد نفاد صبرها إزاء إسلام آباد متهمة إياها بالضعف في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان حيث يعتبر الأميركيون أن عناصر القاعدة وطالبان أعادوا تشكيل قواعدهم الخلفية.
وقد كثفت الولايات المتحدة، أبرز جهة مانحة للمساعدات لباكستان، في الأشهر الماضية إطلاق الصواريخ على المناطق القبلية مستهدفة القاعدة لكن بدون التمكن من تجنب سقوط العديد من المدنيين.
وفي هذه الحالة يواجه زرداري وضعا صعبا، فمن جهة يدرك ضرورة تلبية مطالب واشنطن تحت طائلة تأزم الوضع الاقتصادي في حال عدم وصول المساعدات المالية بشكل سريع كما يرى الخبراء الاقتصاديون.
ومن جهة أخرى عليه التعامل مع التنامي السريع لموجة معاداة الأميركيين لدى الشعب الباكستاني البالغ عدده 168 مليون نسمة جراء الهجمات الأميركية والكلفة العالية التي تتكبدها البلاد بسبب الحرب على "الإرهاب" مع وقوع كل عملية انتحارية.
ويحتمل أن يواجه سريعا مصاعب على الصعيد السياسي، فائتلافه الحكومي هش والحكومة تحت رحمة أحزاب صغيرة متفاوتة المصالح من العلمانيين إلى الإسلاميين وصولا إلى القوميين في الأقاليم.
ويتوقع قسم منهم موقفا حازما إزاء الولايات المتحدة التي شنت من أفغانستان قبل أسبوع أول هجوم ميداني يعلن عنه في المناطق القبلية ما أدى إلى مقتل 15 مدنيا، بحسب إسلام آباد.