وائل2020 مـــشــرف كـــبـــيـــر
عدد الرسائل : 35 نقاط : 2 السٌّمعَة : 2 المهنة : الهواية :
| موضوع: أحمد بن طولون الجزء الأول السبت سبتمبر 06, 2008 9:17 pm | |
| الفصــــــــــل الأول 1-مولد أحمد بن طولون تعود جذور أحمد بن طولون إلى أصول تركية، وكان أبوه من مماليك "نوح بن أسد" والي "بخاري"؛ فأعتقه لِمَا رأى فيه من قدرة وكفاءة، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون؛ فأعجب به، وألحقه ببلاط الخلافة، وتدرَّج في المناصب العسكرية حتى صار رئيسًا لحرس الخليفة. وفي مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في (23 من رمضان 220هـ = 20 من سبتمبر 835م)، وعُني به أبوه عناية فائقة؛ فعلمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ورُزق حسن الصوت في قراءة القرآن، وكان من أدرس الناس له وأعلمهم به، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناء على رغبته؛ ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في (248-252هـ = 862-866م)، وصار موقع ثقته وتقديره 2- ولاية مصر كان من عادة الولاة الكبار، الذين يعينهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان، والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت مصر في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في (23 من رمضان 254هـ = 16 من سبتمبر 868م). وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تصرفه عما جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة؛ فسرعان ما اشتد نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم؛ استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في (256-279هـ = 870-892م) قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب.3-ضمّ الشام إلى ولايته ولما كثرت اعتداءات الدولة البيزنطية على ثغور الشام في أنطاكية وطرسوس والمصيصة، وغيرها .. لم يجد الخليفة المعتمد أفضل من ابن طولون يوليه أمر الشام؛ لدفع هذا الخطر، ورد البيزنطيين، خاصة أن دولة الخلافة كانت مشغولة بالقضاء على فتنة للزنج في البصرة، حيث شبت كالحريق الهائل، وأصبحت تهدد كيان الدولة وتهز أركانهاوفي سنة (264هـ = 878م) خرج ابن طولون بحملة عسكرية إلى الشام لتثبيت نفوذه وتأديب البيزنطيين وحماية حدود الدولة الشمالية، وفي هذه الحملة دخلت في طاعته مدن الشام الكبرى كدمشق، وحمص، وحلب، وأنطاكية. وواصل زحفه حتى مدينة الرقة، وبينما هو يستعد لمحاربة البيزنطيين وافته الأنباء بأن ابنه العباس، الذي تركه في مصر نائبًا عنه، قد أعلن الثورة عليه، وانفرد بالحكم دونه؛ فقفل راجعًا إلى مصر، وحاول بالطرق السلمية أن يضع حدًّا لهذه المشكلة مع ابنه، الذي فرّ مع أتباعه إلى برقه بليبيا، ونصحه بالعودة إليه، ووعده بالعفو عنه، لكنه ركب رأسه وغرَّته قوته، ورفض النصح، ولم يعد أمام ابن طولون سوى سلاح القوة، بعد أن أخفقت سياسة اللين، فنجح في القبض عليه، والزجّ به في السجن سنة (268هـ = 882م) 4-ابن طولون والخليفة المعتمد وعلى الرغم من أن "المعتمد على الله" كان يتولى منصب الخلافة فإنه لم يكن له من الأمر شيء!! وكانت مقاليد الأمور في يد أخيه "الموفق" ولي عهده. وحاول ابن طولون بعد أن امتد سلطانه، واتسع نفوذه أن يغري الخليفة المعتمد بالقدوم عليه في مصر، وأن يجعل من مصر مقرًا لدولة الخلافة؛ فكتب إليه بهذا الشأن في سنة (268هـ = 882م)، ووعده بالنصر والحماية، لكن الخليفة لم يُجبه إلى عرضه إلا بعد ذلك بعام، فأرسل إليه يخبره بأنه خارج إليه، وكان ابن طولون في دمشق يستعد لقمع فتنة شبَّتْ في طرسوس، غير أن محاولة الخليفة اللحاق بأحمد بن طولون فشلت، وتمكن الموفق من رد الخليفة إلى "سامراء" عاصمة الخلافة، وإثنائه عن محاولته.وترتب على هذا أن قام الموفق بعزل ابن طولون عن مصر، لكن القرار لم يلقَ قبولاً من ابن طولون الحاكم القوي وصاحب النفوذ والسلطان. ولم يكتفِ بعدم التنفيذ، بل عقد اجتماعًا في دمشق جمع فيه القضاة والفقهاء والأشراف من أنحاء ولايته، وأعلن خلع الموفق عن ولاية العهد؛ لتحكمه في الخليفة الشرعي واستبداده بالأمر دونه، وكتب بذلك إلى عماله في أنحاء مصر والشام، غير أن صوت العقل تدخل بين الطرفين، وعُقد بينهما صلح، وأقر ابن طولون على ما تحت يديه من البلاد بعد عقد صلح بين ابن طولون والموفق، وحلول الصلح بينهما، زحف ابن طولون سنة ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في (10 من ذي القعدة 270هـ = 10 من مايو 883م ). | |
|
MoaTaseM الامـبـــــراطـــور
عدد الرسائل : 537 نقاط : 516 السٌّمعَة : 0 المزاج : المهنة : الهواية :
| موضوع: رد: أحمد بن طولون الجزء الأول الأربعاء أغسطس 26, 2009 12:21 am | |
| | |
|