وائل2020 مـــشــرف كـــبـــيـــر
عدد الرسائل : 35 نقاط : 2 السٌّمعَة : 2 المهنة : الهواية :
| موضوع: من أسرار الأسماء في القران الكريم الجزء 7 الجمعة سبتمبر 05, 2008 11:53 am | |
| المسجد الأقصى في المقال السابق تناولنا بعض أسرار اسم الأقصى، وما نهدف إليه في هذا المقال أن نلقي الأضواء على مساحة المسجد الأقصى، والذي دفعنا إلى هذا ما يتردد تصحيحاً لأوهام النّاس، بأن الأقصى هو البناء الجنوبي، وليس قبة الصّخرة. وهذا الأسلوب في تصحيح الخطأ يوقع الناس في بلبلة واضطراب، إضافة إلى أنّه يجافي الحقيقة، لأن المسجد الأقصى هو تلك المساحة التي تقارب ال (144) دونما، وهي المساحة المحاطة بحلقة من الأبنية، والتي تشكّل مع السّور حدود المسجد الأقصى. وتشمل هذه المساحة، كما هو معروف، بناء قبة الصّخرة، والبناء الجنوبي، المسمّى بالأقصى. وأية مساحة تضاف مستقبلاً تأخذ حكم المسجد الأقصى. ومعلوم في التاريخ الإسلامي أنّ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، هو أول من أنشأ بناءً في القسم الجنوبي من الأقصى. أمّا لماذا في أقصى الجنوب، فهذا واضح، لأنّ القبلة هي في الاتجاه الجنوبي من فلسطين، ومعلوم أنّ الإمام يقف في مقدمة المسجد ثم تكون الصفوف من خلفه متكاملة نحو الشمال. وعليه لا لا بد من أن يكون محراب الإمام في أقصى الجنوب، وغير هذا يعني إلغاء جزء من مسجِديّة المسجد. من هنا وجدنا العامّة تسمي البناء الجنوبي بالأقصى، مع علم الجميع بأنّ اسم الأقصى يطلق على الكل، ولا إشكال في إطلاق الاسم على الجزء. وعليه تكون قبة الصّخرة جزءاً لا يتجزأ من الأقصى، وهذا معلوم بداهة. ولكن قد يتوهم من لم يعش في فلسطين أنّ الأقصى ينحصر في قبة الصّخرة، وقد يتوهم آخرون بأن الأقصى ينحصر في البناء الجنوبي. ولكن هل هناك خصوصية لصخرة بيت المقدس تجعلها متميّزة دينياً على باقي أرجاء المسجد الأقصى ؟ لقد نُسجت حول الصّخرة الأساطير الكثيرة، روجها بعض العلماء قبل أنّ يروجها العامّة. وقد ساعد عدم وجود أحاديث صحيحة حول خصوصية الصّخرة في ذهاب الخيال مذاهب كثيرة، بل لقد اتُخذت الصّخرة في عصور الجهل قبلة في الصلاة، وطاف بها عوام المسلمين كما يطوفون بالكعبة، وتقرّبوا إليها بأنواع القربات، مما جعل العلماء المحققين يجهرون بأنّه لم يصح شيء عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة الكرام، يدل على خصوصية الصّخرة، وبالتالي يحرم شرعاً أن تُخَصّ بطواف أو ذبح، ويحرم تعمّد اتخاذها قبلة. بعد كل ما ذكر يبقى السؤال الكبير الذي يحتاج إلى إجابة مقنعة وهو: إذا لم يكن للصخرة خصوصية بالنسبة إلى باقي المسجد، فلماذا أقام عبد الملك بن مروان هذا البناء البديع، المسمّى قبة الصّخرة؟! ومعلوم أنّ عبد الملك بن مروان هو من التابعين الذين عاصروا الصحابة الكرام، وكان من فقهاء المدينة، ومن هنا نجد أنه قد بادر إلى بناء قبة الصّخرة قبل أن يبدأ ببناء الأقصى الجنوبي. وهذا يدل على معرفته بمقام هذه الصّخرة، ووجود البناء يُغني عن كثير من الكلام، كيف لا والكل يجمع على شخوصها لأكثر من ألف وثلاثمائة وخمسين سنة. فهي الشاهد الماثل في الحس، الذي يُغني عن قيل وقال، كما أغنت الأبنيّة المحددة لساحات المسجد الأقصى عن حاجتنا إلى الأسانيد التي تحدد لنا الأطوال والمساحات، وهذا في علم التاريخ أبلغ من كل الروايات. لقد دفعت بدع العوام بعض العلماء إلى المبالغة في الرّد، إلى درجة الذهول عن معنى بناء قبة الصّخرة في عصر التابعين المعاصرين للصحابة الكرام، بل إنّ بعض كبار العلماء يذهب به رفضه لبدع العوام إلى أن يقبل الرواية التي زعمت أنّ عبد الملك بن مروان بنى قبة الصّخرة ليصرف الناس عن الكعبة المشرّفة. والغريب أنّهم يقبلون مثل هذه المزاعم من غير أن يطلبوا الدليل على صدق الرواية، وهم يعلمون أنّ أعداء بني أميّة قد أكثروا في ذمّهم، والكذب في حقهم، وللكذب علامات لا تخفى على الباحث. قال ابن كثير في تفسير الآية 142 من سورة البقرة: " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها..". "وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس… قاله ابن عباس والجمهور". وعليه فإننا نستطيع أن نقدّر بأنّ الصّخرة هي ثاني بيت وضع للناس، ثم اتسعت المساحات من حولها، كما هو في الكعبة أول بيت عَبد فيه الناس رب العالمين. ولنا زيادة على هذا التقدير أدلة قرآنية على أنّ كهف الصّخرة هو كهف أصحاب الكهف، ولعلنا نبسط هذا الأمر في مقام آخر إن شاء الله. الروم سورة الروم سورة مكيّة، نزلت قبل الهجرة بأشهر، هي أقل من سنة. وتستهل السورة الكريمة بالإعلان عن هزيمة دولة عظمى، هي دولة الروم: " غُلبت الروم في أدنى الأرض... ". ولم تصرح الآيات باسم دولة الفرس التي غلبت الروم، لأن المهم هنا الحديث عن دولة الروم، حتى ولو كانت هي الطرف الضعيف المهزوم. فالحديث عن الحاضر ينبغي أن يكون من أجل استشراف المستقبل، والمستقبل يكشف عنه قول الحكيم العليم: " وهم من بعد غلبهم سيغلبون ". أمّا دولة الفرس فعلم المستقبل يقول إنها دولة ستؤول إلى السقوط، ثم تتلاشى، بعد أن يتحول شعبها إلى الإسلام. وإذا كانت المعارك قد دارت قريباً من جزيرة العرب: " في أدنى الأرض "، فإن علم المستقبل يقول إنها ستدور مرّة أخرى، في زمن قريب: " في بضع سنين ". أليس عجيباً أن يُلفت انتباه القلة المؤمنة المضطهدة في مكة إلى الصراع القائم بين الدول العظمى، وإلى التحولات السريعة في الأحداث ؟! أليس عجيباً أيضاً أن يُشدّ انتباه هذه القلّة، لبضع سنين قادمة، إلى خارج الجزيرة العربيّة، لتراقب وترقب الصراعات الدّولية ؟! نعم، ونزداد عجباً عندما نعلم أنّ هذه القلّة توشك أن تهاجر إلى المدينة المنورة، لتبني دولة ومجتمعاً فاضلاً، لا يلبث أن يحمل رسالة عالميّة، ولا يلبث أن يُسقِط كل هذه القوى المتصارعة، ليؤسس حضارة تدوم وتدوم. ما الحكمة وراء هذا التزامن العجيب: " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " ؟! فانتصار المسلمين ببدر يزامنه انتصار الروم على الفرس. ألا يوحي هذا بأنّ خارطة الصراع توشك أن تتبدل ؟! واللافت أنّ الآيات الكريمة تتجاوز الواقع المؤلم للقلة المؤمنة، والمضطهدة، وتشدّها إلى البعد الغيبي لحركة عالم الشهادة، إلى الأفق البعيد زماناً ومكانا. وهذا هو ما يليق بعقيدة هذه القلّة، ورسالتها. ولا شك أنّ هذا في حينه لا يفهم من قبل جماهير الوثنيين، الذين يفقدون البعد الغيبي، الذي تنزّلت به الرسالة الإسلامية. أنت يا من تقرأ هذه السّطور، وتعيش بعد قرون من الحدث، وقد وقرأتَ السيرة النبويّة، قف قليلاً وتدبّر هذه الآية، التي تُختم بها سورة الروم المكيّة: " فاصبر إنّ وعد الله حق، ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون ". تدبّر هذه الآية ثمّ انظر واقع الإعلام الرسمي العربي ودوره في إحباط الأمّة، واستمع إلى خطابات الملوك والزعماء وتصريحاتهم. فإن كان بإمكانك أن تصدقهم لحظات، فسوف تشعر بخفة وزنك، وانعدام شعورك بذاتيتك، وعندها لا يحتاج عدوك إلى عاصفة الصحراء، لأنّ النسيم يكفي. جاء في الحديث الشريف المروي في صحيح مسلم: " تقوم الساعة والروم أكثر الناس ". وإذا عرفنا أنّ الأحاديث الشريفة تنص على أنّ السّاعة تقوم على شرار النّاس، علمنا أنّ أكثر الشر يوجد في الروم. والعجيب أنّ المسيحيّة المنتشرة بينهم تقول: " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، ومن نازعك ثوبك فدعه له ". وتقول: " أحبّوا مبغضيكم، باركوا لاعنيكم ". ثم هم أشدّ الناس قسوة، وأكثرهم بطشاً بالأمم الضعيفة، يبنون أبراجهم من جماجم الفقراء، لا يملّون من التآمر، ولا يكلّون من كثرة القتل، ثم هم أكثر النّاس تبجُّحاً بحضارتهم، وقيمهم الإنسانية، بزعمهم. فلا عجب بعد ذلك وغيره أن تقوم السّاعة والروم أكثر النّاس. ماذا كانت تملك دولة فارس عندما انتصرت بجحافلها الهائلة غير فلسفة مزدك الإباحيّة؟! وكيف لمثل هذا النصر أن يدوم أكثر من بضع سنين؟! وماذا كانت تملك إمبراطورية الرومان وهي تواجه بجيوشها الجرارة القلّة المؤمنة من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟! واليوم إذا استثنينا العلم والتكنولوجيا، وسألنا ماذا قدّمت الحضارة الغربيّة للبشرية ؟! نعم، إذا استثنينا ما هو عام وعالمي، وسألنا: ماذا يمكن أن تُقدِّم الخصوصيّة الغربية للبشرية ؟! ماذا عسى أن تكون إجابة رجل مثل بِرلسكوني، الرئيس الإيطالي، الذي تغنّى مؤخراً بقيم بالحضارة الغربيّة؟ إنّ ما يحدث اليوم في أفغانستان وغيرها لهو شاهد على إفلاس هذه الحضارة الغربية وأُفولها، والمستقبل كفيل بإثبات ذلك.[1]
أم القـرى جاء في الآية 92 من سورة الأنعام: " وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه، ولتنذر أم القرى ومن حولها...". وجاء في الآية 7 من سورة الشورى: " وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أمّ القرى ومن حولها... " واضح أنّ أم القرى هنا هي مكة. وقد يقال إنّ المقصود بذلك أنها العاصمة بمفهومنا المعاصر. وإذا علمنا بأنّ القرآن الكريم قد نزل إلى البشرية جمعاء، أصبح من المحتمل أن يكون المقصود بمن حولها: مجموع الناس. وقد سبق أن بيّنا في مقام آخر أنّ القرآن الكريم يجعل من مكة البؤرة والمركز، والمكان الذي ينسب إليه، ويقاس عليه، غيره من الأمكنة؛ فالمسجد الأقصى هو الأقصى بالنسبة إلى مكة، أمّا القصي فهو المسجد النبوي. وعليه يصح أن يكون المقصود بمن حولها: مجموع البشريّة. وإذا كان هذا صحيحاً فما المقصود بأم القرى ؟ القَرْيُ: هو الجمع. ولما كان الناس يجتمعون في صيغة شعوب وقبائل، فقد سمّيت مجموعاتهم هذه قرى، وسمّيت كل مجموعة قرية. فالقرية إذن تعبر عن الاجتماع البشري. ولما كان هذا الاجتماع لا بد أن يكون في مكان، فصحّ أن يسمى مكان الاجتماع قرية. جاء في الآية 59 من سورة الكهف: " وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا " : إنّ المقصود هنا أهل القرى، لأنّ القرى تطلق، كما قلنا، على الاجتماع البشري، وعلى مكان الاجتماع أيضاً. وعليه يحتمل أن يكون المقصود بأم القرى: أم الأمم. ومعلوم أنّ الأم هي الأصل الذي يصدر عنه الفرع. وهذا يقودنا إلى القول بأنّ مكة هي المكان الذي خرج منه الناس إلى بقاع الأرض المختلفة، أي أنّ مكة هي أول مكانٍ اجتمع فيه البشر، ومنه صدروا، وذلك بعد أن تكاثروا. وقد يعني هذا أنّ مكة هي أول نقطة التقاءٍ للبشريةِ بالأرض. ويبدو أنها كانت المكان الذي نزل فيه آدم، عليه السلام، أول ما نزل. جاء في الآية 96 من سورة آل عمران: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ". إذا كان أول بيت وُضِع، ليتعبّد فيه الناس، هو المسجد الحرام في مكة، فإنّ ذلك يعني أنّه مُغرق في القدم، والأقرب أن يكون قد وضع للناس في فجر البشرية، لأنه بعيد في العقل أن يبقى الناس فترة طويلة من الزمن لا يجتمعون في مكان يجمعهم على عبادة الله، وعلى وجه الخصوص عندما نعلم بأنّ آدم، عليه السلام، كان نبياً، فهذا يعني أنّ البشرية قد بدأت مسيرتها في الأرض وهي تعرف الخالق وتعبده، ثم كانت الانحرافات بعد فترة من الزمن، فبعث الله سبحانه وتعالى نوحاً، عليه السلام، فكان أول رسول للناس. فإن قيل إنّ قلة عدد الناس، في البداية، لا يحتم وجود مكان يجمعهم للعبادة، بل لا ضرورة لذلك. قلنا نعم هذا ممكن، ولكن إذا عرفنا أنّ مساحة الكعبة من الداخل لا يزيد كثيراً عن (80 متراً مربعاً ) وإذا أدخلنا ( الحِجر ) فقد لا تتجاوز (100متر مربع). وعليه فكم يمكن أن يكون عدد الذين يحتشدون في مثل هذه المساحة من أجل أداء العبادة ؟. ولا يتوقع أن تكون أول عبادة على صيغة طواف، وإلا فما معنى المساحة الداخلية، وما معنى أنه مسجد ؟ وقد سئل الرسول، صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الصحيح، عن أول بيت وضع للناس فقال، عليه السلام: المسجد الحرام. قيل: ثم أي ؟ قال: المسجد الأقصى… ومعلوم أنّ المسجد الأقصى لا طواف عنده. " إنّ أول بيت وُضِع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ". لفظة: (وُضع) تدل على أنّ الأمر كان بوحي سماوي، وتكليف ربّاني. أما لفظة: (بيت) فتدل على أنّ العبادة في البداية كانت في داخله. وأما لفظة: ( للناس) فتشير إلى أنّه وضع لجميع الناس. وإذا كانت مساحة البيت هي ما ذكرناه آنفا، فانّ هذا يشير إلى عدد الناس القليل، مما يدل على أنّه قد وضع في فجر البشرية، أما جملة: " للذي ببكة مباركاً" فلها مقام آخر، إن شاء الله تعالى؟ وأما جملة: " وهدى للعالمين " فتؤكد أنّه وضع لجميع البشر. وإذا كان صحيحاً ما توصلنا إليه، من أنّ مكة هي أول مكان أقام فيه البشر وجودهم الاجتماعي، أفلا يصبح فهمنا للأمور الآتية أكثر وضوحاً : أولا: أنّ حج الناس كل الناس يجب أن يكون إلى مكة. ثانيا: أن أذان إبراهيم، عليه السلام، بالحج كان من مكة، وإلى الناس في كل مكان، كما توحي الآيات الكريمة من سورة الحج. ثالثا: أنّ فريضة الحج يُخاطب بها الناس، في حين أنّ أركان الإسلام الأخرى يُخاطب بها المؤمنون. وأنّ أعلى نسبة تكرار لكلمة الناس هي في سورة الناس، ثم سورة الحج. رابعا: أنّ لباس الحاج يكون بسيطاً بحيث يلغي الفوارق، فيعود الناس كما كانوا في أول اجتماع لهم على الأرض، فيذكرهم ذلك بأخوتهم الإنسانيّة.
| |
|
NORYN
عدد الرسائل : 6 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: من أسرار الأسماء في القران الكريم الجزء 7 السبت سبتمبر 06, 2008 8:44 pm | |
| | |
|
xp-sp3 V . I . P
عدد الرسائل : 19 نقاط : 15 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: من أسرار الأسماء في القران الكريم الجزء 7 الأربعاء أكتوبر 08, 2008 12:09 pm | |
| | |
|
MoaTaseM الامـبـــــراطـــور
عدد الرسائل : 537 نقاط : 516 السٌّمعَة : 0 المزاج : المهنة : الهواية :
| موضوع: رد: من أسرار الأسماء في القران الكريم الجزء 7 الأربعاء سبتمبر 02, 2009 5:18 pm | |
| ميرسى يا وائل بارك الله فيك اكتر من رائع | |
|